انا والنجوم والليل
نسهر سوا ... نحكي سوا ...
تنتظرني كل ليلة ...
ونبدا برحلة من الخيال ...
كل يوم نزور بلد ونشوف العجايب ...
البارحة رحنا العراق ...
وشفنا الأم الأرملة تخبي اولادها بحضنها ...
وتنام بافضل زاوية من بيتها المهدم ...
وجارتها رضيعها يبكي طول الليل ...
مريض وجوعان وأبوه بالمعتقل ...
وبالبيت اللي بالزاوية كانت زغاريد الفرح ...ممزوجة بالدموع لان ابنهم اليوم زفته على الحور العين ...
وبأخر الشارع شفنا شاب ترك الجامعة ...
ويمشي بظلام الليل وبايده حجارة يحمي فيها ترابه ...
وبشارع تاني شفنا بيت فيه كهربا وشكله حلو ...
كان يهودي يدرب ابنه على المسدس ...
وكان الهدف طفل عراقي رضيع ...
وقربنا اكتر بدينا نشوف رجال وبنات كل الأعمار واقفين ...
ينتظروا لعدة ساعات عشان يسمحوا لهم يدخلوا ويشتغلوا ...
ومن بعيد سمعنا صوت فلاح رايح لأرضه قبل الفجر ...
يشوف بيارة الليمون ويتأكد ان الأرض ما بدها مي ...
ورجعت للواقع تعبانة
وعيوني حمرا من البكى
النجوم تسالني ليش ؟؟؟
رديت كيف ممكن نحنا نكون بهدي الوحشية ؟؟؟
احيان هدي المشاكل بتصير بين الأخ وأخوه ...
وين راحت العواطف ... وين الرحمة ...؟؟؟؟
ويننا من غضب رب العالمين ..؟؟؟
الليل رد عليي ببرود وقال :
لو انك شفت اللي بشوفه كل دقيقة من مروري على البيوت
كنت جنيت او مت قهر
او انتحرت
انا بشوف الاغتصاب ...
بشوف القتل والتعذيب ...
بشوف الأسير والسجين كيف بينام ...
بشوف المجوم والحرامي ...
بشوف الطفال المريضة ومعاناة الم الحنون ...بشوف الزنا عشان لقمة الأكل ...
بشوف المؤامرات ...
بشوف الشرب والسكر وهتك الأعراض ...
انا انفجرت بالبكي ...
وطلبت الستر من رب العالمين
والرحمة من الرحمن الرحيم ...
والكفاية من الكريم الرزاق ...
والقناعة من الوهاب الجبار ...
والايمان من علام الغيوب ...
وطلبت التوبة من الغفور التواب ...