أيها الأخوة والأخوات ... للأخلاق سحر عجيب ... يسحر لب العقول ... لمن تعامل مع صاحب الأخلاق ... ربما نلتمس هذا الأمر
واضح وجلي ... في الشارع ... أو في محيط العمل ... والمدرسة .... والسوق .... وغيرها من الأماكن التي تترجم فيها
معاني الأخلاق واقعا حيا أمام أعيننا ....
لا يمكننا أن نغفل أو نتغافل عن سحر الأخلاق ... وهو أجمل وأعظم ما وصف به نبينا صلى الله عليه وسلم .. (( وإنك
لعلى خلق عظيم )) ... ليس خلقا فقط ... بل خلق عظيم ...
أتعجب من ذلك الشخص الذي يواجه صخب الناس ولجاجهم ... ويتهمه بعض الجفاة بأسوأ العبارات المؤذية له في
شخصه .. وذاته ... وخلقه ... فإذا هو يسحرهم بتلك الابتسامه العريضة على محياة ... ويدعو لهم بألطف عبارة وأرقها
وأعذبها ... فيصل سحره إلى شغاف قلوبهم .. فتنقلب العداوة إلى محبة وإخاء ووئام ... بسبب سحر الأخلاق
وأتعجب من ذلك الشاب الذي تطرق مسامعة كل يوم وليلة .. أشد الكلمات وأقساها .. من والد .. ووالده .. من أجل تنفيذ
مطالبهما ... ويواجه أنواع كثيرة من التهديد ... فإذا هو يسحر أمه وأباه ... بقبلة حانية على رأسيهما ... ويديهما ... فلا
يترددان بعدها من مبادلته سحر أخلاقه بأجمل وأرق أنواع المحبة والألفة والتواضع ...
أعتقد أننا نواجه أصناف كثيرة من البشر الذين لايمكن أن نوقف زحف قساوتهم ... وفيض غضبهم ... إلا بسحر
الأخلاق ... فما المانع أن نستعمل البسمة أحيانا ... مع المغضب الجافي ... وأن نستعمل بذل المعروف مع العنيد
القاسي ... وأن نستعمل سحر الكلمة اللطيفة البعيدة عن كل مغزى لتحمل محمل الخير ...
وأخيرا .. هل يمكننا تعلم هذا السحر الرباني .... أعني به سحر الأخلاق ... ؟ ... وأن نتصف به في تعاملنا مع غيرنا ...
متى يشار إلينا بأننا .. (( على خلق عظيم )) ... متى ....[/color]