ليبيا دولة عربية تقع في شمال إفريقيا على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط. يحدها من الشرق مصر، ومن الجنوب الشرقي السودان، ومن الجنوب تشاد والنيجر، ومن الغرب الجزائر، ومن الشمال الغربي تونس.
اسمها الرسمي الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، ومختصرًا "الجماهيرية العظمى". عدد سكان ليبيا ضئيل مقارنة بمساحة البلاد، حيث تبلغ مساحتها 1.759.540 كم مربع (679.182 ميل مربع)، وتعد السابعة عشرة على مستوى العالم من حيث المساحة.
سجل قائد الكفاح الليبي ضد الاستعمار الإيطالي الشهيد عمر المختار حضورًا رمزيًّا في ثورة مواطنيه الراهنة الهادفة لإسقاط معمر القذافي، وبدا اسم عمر المختار منذ السابع عشر من فبراير/ شباط أشبه بكلمة سحرية أو كلمة سر في المشهد الثوري الجديد في ليبيا. واصل عمر المختار كفاحه ضد المستعمرين الإيطاليين، وكبدهم خسائر فادحة في أكثر من ألف معركة خاضها ضدهم في عشرين عامًا، وفي سبتمبر 1931م تمكن الإيطاليون من أسر عمر المختار وقدموه إلى محاكمة عسكرية صورية حكمت عليه بالإعدام، واستشهد عمر المختار في السنة نفسها بقتله شنقًا بعد عُمِّر حوالي 70 عامًا ملؤها الجهاد والتضحية.
كانت آخر كلمات قالها الشهيد عمر المختار قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه عام 1931م: "إننا نقاتل من أجل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت، وليس لنا أن نختار دون هذا". فقد قال أحفاده بعد ثمانين عامًا ونيّف بلسان حالٍ قدموا فيه آلاف الشهداء: "نحن نقاتل من أجل حريتنا وكرامتنا، حتى يسقط معمر القذافي ونظامه، أو نموت وليس لنا خيار سوى هذا".
أكثر من أربعين عامًا وأنت يا شعب ليبيا تختفي عن الأنظار، لا نعرف عنك سوى لباس ملك الملوك، أو أين حطت خيمة ملك إفريقيا، أو كم ساعة استغرق خطاب القائد الفذ الملهم! أكثر من أربعين عامًا يا أخي الليبي وأنت بعيد عن أمتك وقضاياك، وخاصة قضية فلسطين التي أراد القذافي أن يجعلها إسراطين معطيًا الحق لليهود بدولة على أرض فلسطين، لن نتكلم عن إبداعات القذافي التي لا تغيب على أحد، إنما سنوجه كلامنا إلى شعب ليبيا البطل الأبي:
اثبتوا على ما أنتم عليه واصبروا، ومهما كانت التضحيات من أجل الحرية التي لها ثمن، فعليكم الاستمرار في ثورتكم، ومن يسقط منكم فإنه يسقط بإذن الله شهيدًا عند ربه، وله منزلة عظيمة في الفردوس الأعلى، وكونوا على يقين أن ضريبة الذل أعلى وأقسى من ضريبة العزة، فاحرصوا على العزة، وإن أشد ساعات الليل حلكة هي التي تكون قبل الفجر، فقد لاح فجر حريتكم واقترب الفرج لكم، فاصبروا واحتسبوا.
وإلى الجيش الليبي.. إن من يُقتل هو ليبي ابن شعبك، وإن من تغتصب من المرتزقة هي ابنة شعبك.. عرضك أنت، فكيف تقبل أن توجه سلاحك إلى صدر أخيك الأعزل؟!! كيف تقبل أن تجيء المرتزقة من بلاد العالم لتنشر القتل والفساد في أرضك وبين أفراد شعبك؟!! أنتم لستم أقل وطنية من الجيش التونسي الذي رفض أوامر الرئيس الهارب زين العابدين بن علي بإطلاق الرصاص على المتظاهرين هناك، وأيضًا لستم أقل من الجيش المصري العظيم الذي حمى الثورة هناك، ولم يستجب لأوامر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بقمع الثوار في جمعة الغضب.
إلى الشعوب العربية.. لا تتركوا إخوانكم الليبيين وحدهم في الميدان.. لا تتركوا شعب ليبيا وحده يدفع ثمن الحرية والكرامة، لتتحرك الشعوب في كل العواصم العربية والمدن في العالم أجمع لمناصرة شعب ليبيا البطل.
والآن يرفع الشعب العربي في ليبيا صوته عاليًا من خلال شبابه الثائر بأن أي تدخل أجنبي من أي نوع لن يعمل على إجهاض الثورة فقط، وإنما يدمغها بالعمالة للغرب والولايات المتحدة بالذات، التي يستولي عليها هاجس السيطرة على منابع البترول العربي.
ومن هنا فإن على الدول الكبرى أن تكف عن التدخل في الشأن الليبي، وأن تترك الثورة تسير في طريقها المرسوم، وأكبر مساندة لها أن يتم منع المصارف والبنوك الأوربية والأمريكية من إخفاء أموال الشعب الليبي أو السماح بتحويلها إلى جهات غير معلومة، كما حدث لأرصدة بعض الحكام العرب الآخرين.
لقد اكتسب المواطن العربي بفضل التطورات المتلاحقة عبر العقود الأخيرة وعيًا سياسيًّا يجعله قادرًا على معرفة ما يريد وما لا يريد، وصار يعرف أعداءه كما يعرف أصدقاءه، ولن تنطلي عليه الألاعيب الدولية التي استمرت قرنًا كاملاً ضاعت خلاله ثروته، وافتقد سيادته، وخضع لأشكال من الابتزاز والاحتقار المزري، وما الثورة الشاملة التي يشهدها الوطن العربي إلا ترجمة حقيقية لذلك الوعي. وبقدر ما هي ضد بعض حكامه الجائرين والمستبدين، فهي أيضًا ضد الأطماع الاستعمارية ولمواجهة القوى الأجنبية التي لا تزال تحلم بإعادة دور الاحتلال والهيمنة الاستعمارية المباشرة من جديد، ومن الآن وصاعدًا لن يحكم العرب إلا أنفسهم، ومن المؤكد أن سياساتهم القادمة ستقوم على رفض أي تدخل في شئونهم أو الانصياع إلى ما يرسمه الآخرون لهم من برامج وآراء.
فاصبر يا شعب ليبيا؛ فنصرك بإذن الله قد اقترب.
ثامر سباعنه