إسرائيل تهدم مسجدا بصحراء النقب
هدمت السلطات الإسرائيلية فجر اليوم مسجدا في مدينة راهط في صحراء النقب بذريعة البناء غير المرخص.
ووقعت مواجهات عنيفة بين أهالي المدينة والشرطة الإسرائيلية التي حضرت إلى المكان لتأمين الحماية لعملية الهدم، حيث استخدمت القنابل الصوتية والمسيلة للدموع لتفريق المحتجين كما اعتقلت عددا منهم، في حين رد بعض المتظاهرين بإلقاء الحجارة على الشرطة.
وفوجئت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري عند وصولها إلى المكان بأن أهالي المنطقة بدؤوا يبنون مسجداً آخر في المكان، في حين أعلن الإضراب في عدد من مرافق المدينة.
وقالت المراسلة إن مسؤولي الحركة الإسلامية وعددا من أهالي بئر سبع توافدوا على المكان، في حين أكد القائمون على أعمال البناء أنهم سيكملون عملهم بحلول صباح الغد.
تعنت إسرائيلي
وأشار الأهالي إلى بعض الصعوبات التي تفرضها إسرائيل ومنها التعنت في منح تراخيص لبناء المساجد، فضلا عن وجود أكثر من 45 قرية لا تصلها المياه النقية أو الكهرباء بسبب رفض سلطات الاحتلال.
وقد أصدرت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل" بيانا أدانت فيه هدم مسجد الصحوة وكذلك استمرار الاعتداء على المقدسات، وقالت اللجنة إنها تنظر ببالغ الخطورة لهذه العملية الهمجية التي استهدفت بيتا من بيوت الله، والتي سبقها بأيام قليلة هدم منزلين ومن قبل ذلك الاعتداء على إحدى الكنائس.
وأكدت لجنة المتابعة أن "خطوات المؤسسة الإسرائيلية والمتطرفين اليهود بالاعتداء على المقدسات ودور العبادة والبيوت، لن تهز صمود الجماهير العربية في النقب والمثلث والجليل، بما في ذلك المدن الساحلية التي تعاني الأمرين أيضا في ظل النهج العنصري الذي تقوده المؤسسة ضد كل ما هو عربي في بلادنا".
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن يوسف أبو جمعة -وهو قيادي في الحركة الإسلامية الجناح الشمالي الذي يتزعمه الشيخ رائد صلاح- قوله "إذا استمروا في الهدم فإننا سنبني المسجد مرة بعد أخرى".
وأشار أبو جمعة في تصريح لوسائل الإعلام أنه تم بناء المسجد في موقعه لأنه كان يوجد في المكان محطة لبيع المخدرات وأن إقامة المسجد جاء بهدف إغلاق هذه المحطة.
وأضاف أبو جمعة أن الأهالي قدموا العديد من الطلبات للحصول على تراخيص بناء لكن السلطات الإسرائيلية لم توافق على منح التراخيص، موضحا أن "هذه هي السياسة هنا مع طلبات بناء المساجد ولذلك يتم بناؤها من دون تراخيص بناء".
وتلفت وكالة الأنباء الألمانية إلى أن السلطات الإسرائيلية تتساهل كثيرا مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات اليهودية، وتكاد لا تنفذ بتاتا قرارات هدم بسبب البناء غير المرخص، بينما تتعامل بشدة مع البناء غير المرخص في المدن والبلدات العربية.