سؤال أتوجه به إلى كل صاحب رأي في جمهورية اليمن الشقيق ، هل اليمن شعبا وجغرافيا مستهدفان من أي قوى خارجية معادية ؟ هل النظام السياسي في اليمن مستهدف من
قبل قوى خارجية لإسقاطه والإتيان بنموذج النظام الذي أوتي به في العراق عام 2003 ؟ والحق إنني رحت أقلب في الأسباب والدواعي التي لم تجعل اليمن واحة استقرار. الشعب اليمني شعب حضاري تغوص حضارته وثقافته في أعماق التاريخ الإنساني ، وحدوي حتى النخاع ، كريم في عطائه ، أمين على ما يؤتمن عليه ،ليس باغيا ولا توسع النزعة التي هي عند كثير من شعوب العالم ، راض بجغرافيته وما أعطته من خيرات ، صديق وفي لكل من يصادقه ،شجاع في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية ، لا يقبل الظلم ولا الهوان . هذا حال الشعب اليمني العظيم .
جغرافيته كريمة ، أعنابه ورمانه وعسله وفواكهه فيها لذة للآكلين لا يضاهيها لذة ، ، تنبت الأرض اليمنية من كل ما لذ وطاب على مدار العام لتنوع مناخ ذلك القطر العزيز ، غني بمعادنه التي ما برحت بعيدة عن يد العابثين إلا ما نتج منها من بترول وحتى الآن لم يصل إلى مرحلة إنتاج يعتد بها لأسباب وأسباب ، عنده ثروة سمكية تعيش في بحرين مختلفين في مناخهما وشعابها المرجانية وطحالبها التي لم تبلغ مرحلة التلوث
إذا كان هذا حال الشعب اليمني وتلك هي جغرافيته فلماذا لا يخرج من ربقة التخلف والانطلاق في معراج التقدم والازدهار ؟ الرأي عندي أن هذا الشعب العظيم لم يوفق بقادة وطنية تنهض به ومعه إلى السمو والازدهار، جثم على صدره حكم إمامي متخلف لحقب من الدهر حرمه من كل مظاهر التقدم،.جاء بعدة حكم العسكر عام 1962 وخرج الناس يكبرون ويهللون في كل مدن وقرى وبوادي اليمن ترحيبا بالثورة التي خلصت اليمن من الحكم الأمامي المتخلف. ودبرت المكايد للشعب اليمني من خارج الحدود ومن داخله أمعنا في إبقائه في ربقة التخلف والعبودية والتبعية ، وتتابعت الأحداث في اليمن انقلاب عسكري ، يتبعه انقلاب عسكري آخر، وجر هذا الشعب العظيم إلى حروب داخلية وخارجية لم يتفرغ للبناء واللحاق بمتطلبات العصر .
اقفز عن تداول السلطة في اليمن من عام 1962 إلى 1978 وهو العام الذي وصل فيه الرئيس علي عبد الله صالح إلى قمة هرم السلطة في اليمن ولن أتحدث عن الكيفية التي وصل بها ، لكنه الرئيس الوحيد الذي بقى في السلطة لقرابة ربع قرن من الزمان ، في عهده تمت الوحدة بين الشمال والجنوب رغم محاولة الانفصال عام 1994 وبقى على رأس الوحدة . في عهده تمت الخطوات الأولى نحو الديمقراطية والمشاركة السياسية، وبقى في الحكم رغم المحن .
في عهد الرئيس عبدالله صالح ينحرف اليمن نحو التجزئة والتفكك ،أربع قوى تتنازع اليمن اليوم، وحراك فاعل ومؤثر يدعو للانفصال ، وإصرار من النظام بأن ما يجري في الجنوب هو أعمال حفنة من الانفصاليين فقدت امتيازاتها وهذا كلام يخالف الواقع ، والثانية ما يجري في فضاء صعدة ، الثالثة عدم الصدق ، الرابعة ما يسمى بالقاعدة .
ما يهمني اليوم في هذه الزاوية هو" القاعدة " وندين ما تفعل ابتداء ، إن القاعدة في اليمن هي من نتاج النظام السياسي القائم في صنعاء فهو الذي روج وسوق إعلاميا وسياسيا لوجود القاعدة في اليمن بهدف استجداء العون المالي والمدد السياسي والعسكري من الخارج لمواجهة معارضي الممارسات والتوريث ، إنها لا تحتاج إلى إرسال طرود مفخخة تمر عبر مطارات العالم لتستهدف " كنيس يهودي " في أمريكا ،كان بإمكانها تفجير تلك الطرود على متن الطائرات الناقلة ، والحق أنني لم أجد أحدا يصدق تلك الإنباء عن الطرود المفخخة. يقول السيد القربي وزير الخارجية اليمنية " إن بلاده في حاجة إلى دعم المجتمع الدولي لمحاربة الجماعة الإرهابية " القاعدة " وأنحي باللائمة على وسائل الإعلام الدولية وهنا أذكر بأن الكاتب قد أشار إلى أن الإعلام الرسمي اليمني هو الذي ضخم دور القاعدة هناك بحجه استجداء ألعون ، وهنا يقول الوزير القربي " إننا في حاجة لمزيد من المساعدات الدولية لمواصلة مكافحة الإرهاب ".
وزير الدفاع الأمريكي( غيتس ) يقول : بوسعنا أن نعمل الكثير لمساعدة اليمنيين وتقوية قدراتهم ، وفعلا عززت أمريكا مساعداتها لمكافحة " إرهاب " من 6. 4 ملايين عام 2006 إلى 155 مليون دولار عام 2010 ، واندفعت بريطانيا تعرض مساعداتها لليمن في مواجه المعارضة بكل أطيافها تحت ذرية " محاربة القاعدة "
والحق أن اليمن لا يحتاج إلى هذه الفزعة الأمريكية البريطانية ولا حتى العربية . إنه يحتاج إلى ترشيد الإنفاق ، وعدم تبذير المال العام ، وتحريم الفساد والظلم ، ورد الحقوق إلى أهلها من أجل ألمحافظة على الوحدة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتسييد دور الدولة لا دور القبيلة ثم العائلة .وكان الله في عون اليمن . بقلم : د.محمد المسفر