وثائق ويكي ليكس يعرفها الفلسطينيون قبل أن تنشر
منذ نشوء القضية الفلسطينية والتداخلات الإستخبارية الأمريكية وتفاعلات وزارة الخارجية الأمريكية وقرارات البنتاغون ورغبات الرؤساء الأمريكيين تظهر بشكل واضح لتؤثر على مسار القضية الفلسطينية لصالح دولة إسرائيل ولصالح الأعداء الآخرين لشعب فلسطين ، سواء منهم من صُنعوا بفعلها وتدخلاتها اللذين منهم بعض ابناء الشعب الفلسطيني نفسه ، اللذين يغردوا خارج الصف الفلسطيني وارتضوا ليكون معاول هدم تنخر جسم الأمة والجسد الفلسطيني المهموم ، أو من أرتضوا لأن يكونوا أعدائه لرغبتهم بالاشتراك في لعبة الأمم القذرة التي لا تجد غير شعب فلسطين وقضيته مختبرا لتجريب قذارتهم للتضحية به في سبيل نجاة نظمهم ، أو لإشهار مشاريعهم التصفوية ضد القضية الفلسطينية ، التسلطية ضد شعوبهم المقموعة الممنوعة من إعلان المقاومة لتحرير أراضيهم ومستقبلهم ، أو للمشاركة بإدارة الشرق الأوسط الجديد إلى جانب أمريكا وإسرائيل .
وكان من أخطر التجاوزات الأمريكية ضد شعب فلسطين وقضيته ، الضغوط الأمريكية السياسية والعسكرية والاقتصادية المتواصلة على الشعوب والدول الفقيرة في أكثر من مكان في العالم ، لارتهان قراراتها في الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة لخدمة إسرائيل الإستيطانية ، أو لمنع إعلاء صوتها في تلك المحافل والأوساط وفي الشارع ضد إسرائيل الإرهابية ، أو للضغط على الفلسطيني الأضعف لدفعه للاستسلام وللخروج من قضيته بإقراره وموافقته لصالح الأقوى ــ إسرائيل الباغية ـــ ، وقد كان أكبر تدخل أمريكي لصالح إسرائيل رغم محاولات إيحائها بأنها وسيط نزيه وعادل كان خلال مؤتمر كامب ديفيد الثاني بين الرئيس عرفات ورئيس وزرار إسرائيل أيهودا أولمرت ، فبعد إقتراب الطرف الفلسطيني من انتزاع مواقفة إسرائيلية على قضيتين هامتين تتصلان بحق العودة للفلسطينيين ابتداء بفلسطينيي لبنان ، وبقضية القدس الشرقية عاصمة لدولة لفلسطين ، ظهر التدخل الأمريكي الفاضح بتقديم النصح والطلب من إسرائيل بأن لا توافق على هاتين النقطتين تحت أمل جنوح الفلسطينيين للسلم دونهما ، رافقه الضغط الكبير على الرئيس عرفات للموافقة على عودة فلسطينيي لبنان إلى أراضي السلطة الفلسطينية وبأن تكون القدس الشرقية مفتوحة للحجاج والديانات الثلاث ، مقابل إعادة أجزاء من ضوايحها للسلطة الفلسطينية وتثبيت رام الله عاصمة لدولة فلسطين ، مما دفع كبير مستشاريه آنذاك الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس أبو مازن للطلب من الرئيس الراحل ياسر عرفات عدم التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد ، وعدم إكمال المحادثات لخطورتها على مسار القضية الفلسطينية ، وهو ما يشهد له في منع تصفية أو تقزيم القضية الفلسطينية فيما لو نجحت كامب ديفيد الثانية بمسعاها وأهدافها .
أما وقد تبرع موقع ويكي ليكس مشكورا لكشف مزيد من الوثائق السرية الأمريكية التي تكشف التواطوء الأمريكي وتفضحه لصالح إرهاب الدول والجماعات وأهمه وأعتاه الإرهاب الإسرائيلي ، فنقول للموقع المذكور أنّ شعب فلسطين يعرف قبل نشر الوثائق المتوقع ، أنّ القرارات الأمريكية والتداخلات السلبية للإدارة الأمريكية وأجهزتها ضد الشعب الفلسطيني وقضيته وضد السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادته بدأت تأخذ طابعا عدائيا وهستيريا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام مباشرة ، رغم محاولة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المستميتة آنذاك إقناع الإدارة الأمريكية أنّ الإرهاب الإسرائيلي أخطر على أمريكا والأمن والسلام العالمي من أحداث سبتمر ونتائجها وتبعياتها ، وبأنّ الشعب الفلسطيني هو أكبر ضحية للإرهاب الذي على أمريكا الإستفادة من دروسه وأحداثه لانصاف الفلسطينيين ، إلا أن النصر في هذه المعركة الوجودية الخطيرة كان لصالح إسرائيل اليمينية الإرهابية التي وفق رئيس وزرائها شارون آنذاك بإقناع الرئيس الأمريكي جورج دبليوبوش أنّ الإرهاب الفلسطيني كما حاول وصف النضال الفلسطيني هو شقيق ومنبت أحداث سبتمبر .
فمن الفضائح المشهودة والمعروفة للإدارات الأمريكية التي تحيكها وتخرجها وزارة الخارجية الإمريكية ، إعطائها الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية أولا باجتياح مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية وحصار الرئيس عرفات لأكثر من ثلاث سنوات ، ومن ثم موافقة الإدارة الأمريكية على قرار رئيس وزراء إسرائيل شارون ومجلس وزارءه المصغر القاضي بالعمل الفوري على إخراج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من الحياة السياسية الفلسطينية ، لأنه وكما إشاع الأمريكيين والإسرائيليين أنه لم يعد الشريك المقبول لصنع عملية السلام ، كما وكانت فضيحة الإدارة الأمريكية خلال ضغطها على لبنان مستضيف مؤتمر القمة العربي سنة 2002 وبالتنسيق مع سوريا وإيران والقيادة العامة وحزب الله ومباركة قطر وليبيا لمنع إذاعة كلمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للشعوب العربية والعالم حتى لا يتسنى لهم معرفة ما يدور من أحداث خطيرة تخطط ضده وضد قضيته وشعبه ، ومنع القيادات العربية والعالمية من زيارته في مقر إقامته بالمقاطعة المحاصرة بهدف إقصائه وللتمهيد لإخراجه التي قال عنها الرئيس الفلسطيني بذاته ( يريدونني طريدا ، أنا بقلهم شهيدا ، شهيدا ، شهيدا ).
وبعد إستشهاد ياسر عرفات واستعداد الفلسطينيين لإجراء الإنتخابات البلدية والتشريعية كانت الفضيحة الأمريكية الهادفة لسحق حركة فتح جماهيريا وفكريا ، عندما كذب القنصل الأمريكي بالقدس آنذاك عشية الانتخابات بالتنسيق مع حكومة دولة إسرائيل اليمينية ، والتي هدفت لتقوية مركز وشوكة ونفوذ وفرصة حركة حماس للفوز بالتشريعي والبلديات الأخيرة ، حيث الوثيقة تكشف كذبه وتواطئه ولم تثبت المال الذي أدعى أنه قدم لفتح من إدارته ، والذي ادعى قبيل الإنتخابات أنه بلغ مئة ألف دولار تحت حجة مساعدتها على خوض الإنتخابات ، وهي الكذبة المخطط لنتيجتها كما أرادت أمريكا وأملت إسرائيل والتي ساهمت بخسارت فتح للانتخابات ، وكله توافقا مع الراغبة الأمريكية الطامعة بفوز اليمين الفلسطيني المتمثل بحركة حماس ، القادر برأيها على صنع السلام أكثر من فتح خاصة بعد إجهاض كامب ديفيد ، ولقدرة اليمين على مسك الشارع لارتكازه على ارتداء قميص الدين ولعبة سياسة الإفتاء .
وأثناء عملية الرصاص المنصهر أو المصبوب كما أسمتها إسرائيل والتي شنتها على شعب غزة نهاية العام 2008م ، ورفضتها منذ البداية الحكومة المصرية التي هي على تماس مباشر بقطاع غزة لما تشكله من خطر على أبناء غزة الآمنين وعلى الأمن القومي المصري ، ورفضتها السلطة الوطنية الفلسطينية التي تمثل شعبها ، لما قد تستخدم ضدها وضد المصلحة العليا للشعب الفلسطيني فيما لو نجحت الحرب بإضعاف حماس وإفراغ المكان تلقائيا للسلطة الوطنية الفلسطينية لأخذ دورها الطبيعي بقيادة قطاع غزة ثانية ، مما قد يستغل الوضع المستحدث ضدها ، وتتهمها الأطراف المعادية لها بأنها دخلت غزة عن طريق الدبابات الإسرائيلية وبستارها ، وهو ما أشاعته حماس بعد أن سمحت إسرائيل لكبار قادتها العسكريين والسياسيين بمغادرة قطاع غزة نحو سيناء المصرية إثناء العملية ، أو بالتخفي في قبو مستشفى الشفاء الذي امتنعت القوات الإسرائيلية عن دخوله أو قصفه حفاظا على حياة قادة حماس المختبئين بداخله تحت ضغط قوي وطلب مباشر من الخارجية الأمريكية ، برد منها على عدم مواقفة كل من مصر والسلطة الوطنية الفلسطينية على العملية وفصولها ونتائجها المتوقعة .
وبعدها قام وفد الشيوخ الأمريكي بزيارة لقطاع غزة لتهنئة قادة حماس على النجاة ، واستلم خلالها رسالة هامة وخطيرة من حركة حماس ، تشكر فيها الإدارة الأمريكية على موقفها الداعم لحركة حماس ولإنقاذها أرواح قادتها ، وتتبرع من خلالها بإستئناف الموفاوضات بدل منظمة التحرير الفلسطينية ، لأنها الشرك المتوقع والقادر على صنع السلام كما ترتضيه أمريكا ، والذي بدورة طلب من الخارجية الأمريكية بالتعامل مع حماس بوصفها البديل الممكن لمنظمة التحرير الفلسطينية والبديل الأقوى والأقدر لسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، والتي أكدها رسالة من الخارجية الأمريكية للخارجيات في أوروبا وفي تركيا وللاتحاد الإوروبي ولسفارات أمريكا بالعالم بالتعامل مع حماس على هذا الأساس ، لتحقيق السلام على أساس الحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية القابلة لحماية دولة إسرائيل التي قبلت بها حماس ، وكله نكاية بالرئيس الفلسطيني وانتقاما منه لثباته على مواقفه ، والذي أكده قيام عدد من مسؤولي الإخوان وحماس بالحصول على تأشيرات دخول لقطاع غزة تحت حجة فك الحصار عنه من سفارة إسرائيل في قبرص بتنسيق تام مع سفارة أمريكا هناك .
وخلال جولات المفاوضات التي قادها الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس ( ابو مازن ) ظهر التدخل السافر للخارجية الأمريكية رغم محاولات إدعائها النزاهة والحياد فقد كأن آخر تدخل لها عندما وافقت على خطة إسرائيل وأعوانها تشويه صورة ومواقف الرئيس إبو مازن لثباته على قراراه ربط العودة للمفاوضات بوقف الاستيطان تمهيدا لساعة إخراجه من الحياة السياسية الفلسطينية كما طالب البيبي نتنياهوا أكثر من مرة برسائل سرية للإدارة الأمريكية وبتصريحات علنية للجمهور الإسرائيلي وغيره ، كما ومحاولة أمريكا باللعب بالوقت لصالح الموقف الإسرائيلي بأعطائها إسرائيل فرصة ثلاث شهور قبل جوابها على رسالة التطمينات والحوافز الأمريكية وقبل إمكانية العودة للمفاوضات ، فرصة تكون كافية لبناء عشرات الآلاف من الوحدات الإستيطانية في أنحاء الضفة الغربية والقدس ، تسابق بها الزمن وتكون كافية لإسكان مزيدا من المستوطنين وإشغالهم بالاستيطان قبل توقفه التكتيكي لغايات المفاوضات وللخروج من مطباتها التي وجدت إسرائيل نفسها عالقة عليها ، وتكون كفيلة بتهويد القدس نهائيا وإعلانها عاصمة للدولة اليهودية تحظى بالاعتراف الأمريكي .
وثائق ويكي لي..لمتعلقة بقضية فلسطين معروفة للشعب الفلسطيني سواء نشرت أم لم تنشر والدليل زيادة ، ولكن هل سيفاجئنا الموقع المذكور بنشر وثائق تدل على اقتراب أمريكا من التوبة بعد أن ظلمت شعب فلسطين سنين ومراحل ؟؟؟ وهل سيظهر لنا بداية أو ابتداء مرحلة إصلاح سياستها التي أعلنت عنها وتساهم كما كل العالم الحر الشريف بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس ، وتساعد شعب فلسطين وممثله الشرعي منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية باحتلال مقعده الدائم بالأمم المتحدة ؟؟؟ ، لتكون فلسطين منبرا للثقافة والعلم وواحة للأمن والسلام ، وشعبها اللذين هم كما هم دائما سواعد الخير والعمل ومعاول العز والنهضة والبناء يحظى بالحرية والاستقلال ، ولتصبح فلسطين كما أرادها الله دائما مركزا لتلاقى الإخوة والأخوة وأتباع الديانات السماوية الثلاث !!! .