السهم الخامس : الصدقة
تصدق ليحبك الله ( إن الله كريم يحب الكرماء ) صحيح .
تصدق لينفق الله عليك ، ألم يعدك قائلاً لك : ( أنفق أُ نفق عليك ) صحيح .
تصدق ثم أبشر بالمضاعفة اللامحدودة لثوابك ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ما تصدق أحد بصدقه من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتي تكون أعظم من الجبل ) صحيح .
تصدق ولا تخش فقراً ، قال الله عز وجل (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)) سبأ 39 .
قال أبن كثير : يخلفه عليكم في الدنيا بالبدل ، وفي الآخرة بالجزاء والثواب .
· تصدق ولتكن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله : ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه . صحيح.
فبهداهم اقتده
· كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا أشتد إعجابه بشيء من ماله قربه لله عزوجل قال رضي الله عنه : خطرت ببالي هذة الآية (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) ال عمران 92 . ففكرت فيما أعطاني الله عزوجل فما وجدت شيئاً أحب إلي من جاريتي رميثه ، فقلت :هي حرة لوجه الله .
· وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين من اهل الصفه يعشيهم .
· ويرثه في كرمه وجوده ابنه قيس بن سعد بن عباده رضي الله عنه الذي يمرض ، فيتاخر إخوانه عن عيادته لما عليهم له من الدين ، فيقول :
أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة .
فيضع عنهم ديونهم .
وقال عروة بن الزبير : رأيت عائشة رضي الله عنها تتصدق بسبعين الفاً ، وهي ترفع ثوابها .
كان شيخ الإسلام أبو المعتمر سليمان التميمي لاتمر عليه ساعة قط إلا تصدق بشيء فإن لم يجد شيئاً صلي ركعتين .
كان الليث بن سعد يقول : ما وجبت على زكاة منذ بلغت .
كانت عائشه بنت عمران إذا بات معها درهم ولم تتصدق به قالت : اليوم عبادتي ناقصة.
آه لو تصغي القلوب
أخي أما وجدت بضاعة تقامر فيها غير عمرك ؟!! بذلت أكثره في الشهوة وآخر ما تبقي منه تركته نهباً للغفلات ....
أخي ..... لاتخاطر بدمك ولا تضح بحياتك ...... حياتك أغلي من أن تبذلها في غير فائدة ، ووقتك أثمن من أن يشتري به غير الجنة ، ونفسك أكرم عند الله من أن تحرقها بالنار ......
أخي هتكت ألاستار وتقدمت إلى النار ومع ذلك لم يقبضك على الذنب وما عاقبك على الإصرار بل تولي حفظك وأعطاك سؤالك كأنك ما عصيته ،وفتح لك أبواب العودة إلى الأبرار بتوبة صادقة تضع عنك كل الاوزار ثم لا تزال تهرب منه !!!
أخي ..... أرسل الله إليك الرسل فلم تجب ، وبعث إليك بالدعوة في كتابه فلم تحضر ، وأسبغ عليك نعمه ليقربك فأعرضت عنه ، حتي إذا لم يجد ذلك كله معك ... نزل اليك الى السماء الدنيا كل ليلة ليلتمسك !!! والله ما خلق الله رياح الاسحار باردة الا لتوقظك ، فتشهد سوق الارباح بمد يد الطلب في الاسحار ، هل جربت يا أخي أن تجلس لحظه واحده على مائدة السحر لتتذوق حلاوة المناجاة وطعم القرب من الحبيب ؟...
أخي .... جوارحك تشتكيك .......... قلبك يئن من كثرة ذنوبك ...... فطرتك السليمة تستغيث بك وهي تغرق في سيل شهوتك .... روح إيمانك تخرج منك وأنت لا تشعر .......واعجباً لمكانة نفس رفعها الله بأن نفخ فيها من روحه وأسجد لها ملائكته ، ثم أبت إلا أن تتلطخ بنجاسة الذنوب وقذارة الآثام .
أخي ........ ما السر في أن الديك يصيح كل فجر دون منبه ، وأنت تنام عن صلاة الفجر وصوت المؤذن يصك أذنيك ؟!! أنا أجيبك : سماع الغناء أصم أذنك عن سماع ألاذان ، والإصغاء إلى مجالس الغيبة أحكم الاقفال عليها .... فيا عجباً من طالب دواء وسر صناعته عنده ، ومن باحث عن هداية أسبابها بين يديه ، ومن شاك من موت القلب وهو يملك نفخ الروح فيه !!!!
أخي .... إلى كم تظل نائما وأنت مستيقظ ؟! ألا تصحو إلا على صوت ملك الموت يطرق بابك ؟! ألا تنتبه إلا وهم يلقنونك الشهادة ؟! ألا تتوب إلا وأنت تموت ؟!!أما لكبرك أن ينهار إلا ساعة ألاحتضار !!! ماذا دهاك وما عاد في مشوار الحياة غير عدة أشبار ........إما إلى الجنه و إما إلى نار ..... أما شممت عبير الجنه يدعوك ؟!أما سمعت غناء الحور يشدوك ؟! .
(الدكتور خالد ابو شادي)