بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة لكل عاشقة
أختي العزيزة: هل تريدين الحقيقة ؟ وهل تبحثين عنها ؟ هل تريدين حقا أن تعيشي قصة حب مع فتى أحلامك ؟!!!!!....
أختي فتاة الإسلام.. ما هو الحب؟ ولماذا خلقه الله؟...
أولا وقبل كل شيء,إن الإسلام لم يحرم الحب بحد ذاته كمشاعر وعواطف , بل منع العلاقة التي تحدث بين الرجال والنساء قبل الزواج.....ولكن لماذا ؟؟!!!!!!!
في البداية, من وجهة نظر واقعية,اسألي أي إنسان منصف, شاب كان أم فتاة..متزوجون كانوا قد عاشوا قصص غرامية متعددة قبل الزواج..اسأليهم ..
إن كل شاب عندما يتزوج , يلزم منه أن يرتبط بزوجته وألا يحب غيرها,وهذا هو الواجب عليه وعليها. ولكن للأسف يحدث شيء لم يكن يتوقعه, وهو عندما يعيش مع زوجته, يبدأ الشيطان بعملية وسوسة, فيقول له: قارن بين زوجتك وبين اللاتي كنت تقيم معهن علاقات غرامية...فواحدة شقراء ذات خصر نحيل..وأخرى بيضاء ذات عيون رائعة..و و و ..عندها يبدأ الرجل بإجراء هذه المقارنة,وذلك بسبب تأثير ما كان قد عاشه في الأيام الخوالي..وفي لحظات الضعف هذه, يتسلل الشيطان إلى قلب الرجل ويقذف في قلبه البغض والكره لهذه الزوجة المسكينة, التي قد تكون لا تملك تلك المواصفات,حتى يصبح الرجل يرى كل شيء منها سيئا ولا يعجبه شيء ...وهكذا..حتى يوقع البغضاء بينهما وبعدها.....الطلاق.
نعم أختي..صدقيني, هذا ما يحدث للشاب أو الرجل..
إذا من وجهة نظر واقعية واجتماعية, ظهر لنا أن هذه العلاقات سوف تؤثر على علاقة الزوج بالزوجة, وذلك عبر تذكر الأيام الخوالي....فانظري إلى المشاكل التي تحدث في البيوت, وكما تعلمين البيوت أسرار.
أما الآن فتأملي معي هذا الرسم البياني, وأرجو ألا تتسرعي وتقولي أني أخون وأشك بأحد..ولكن هذا هو الواقع الذي أعلمه تماما وهذا من خلال معايشتي لكثير من القصص التي قرأتها ..
لنرى ونعيش أحد التجارب التي من الممكن أن تحدث مع إحداكن في المدرسة مثلا: تخرج الفتاة من المدرسة مع صديقاتها , فإذا بشاب وسيم, يضع على شعره الزيوت و العطور وووو.. فيقع نظرك عليه وهو كذلك,وهذه هي الدرجة الأولى من السلم الأعلى.وبعد هذه النظرة يبدأ تفاعل المشاعر, ثم تتحول إلى إعجاب, وهذه هي الدرجة الثانية. وبعدها يبدأ مسلسل النظرات والضحكات..وهكذا, بعد عملية التعارف وبعد فترة من الزمن, يطلب الشاب من الفتاة أن يسمع منها كلمات تشعره بنشوة الحب, كما هي كلمات الأغاني التي قد تأثر بها. ثم يتكرر هذا الطلب وهكذا حتى يتحول إلى رغبة لدى الشاب يريد أن يفرغها, وتتحول إلى غريزة حيوانية تطالبه بالمزيد .... حتى يقع المحظور والعياذ بالله . ولكن هذا قد يأخذ فترة من الزمن حتى لا يكون الأمر مفاجئا. وهذه هي طريقة الشيطان: طريقة الخطوة خطوة. وهذا ما حذرنا منه الله تعالى في القرآن الكريم وقال( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) .. لاحظي أن الله تعالى لم يقل ولا تتبعوا طريق الشيطان,بل لا تتبعوا خطوات الشيطان. لأن الشيطان ماكر خبيث, يشعر الفتاة أن الموضوع بسيط. فكلما عظمت أحد الخطوات بعين الفتاة, جاء الشيطان وبسطها لها حتى تهون عليها ثم تبدأ بمسلسل التنازلات..واحدة تلو الأخرى, حتى يزول الخوف من الذنب ويبدأ الحياء بالتلاشي شيئا فشيئا, إلى أن يقع الفأس بالرأس, وعندها لا ينفع الندم. وإذا أردت التأكد فاسألي أصحاب التجارب السابقة..................
تعود على بدء....
أما الآن أريد أن أرجعك إلى ما قد بدأت به أولا. ونقول هل حرم الإسلام الحب؟ أبدا لم يحرمه. ولكن في إطاره الشرعي. ولتسمعي معي هذه الوقفات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائشة الطاهرة رضي الله عنها, وليتعلم كل امرأة ورجل من هذه الدروس الرائعة.
-1- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها: حبي لك كعقدة في حبل!!!!! فتضحك هي رضي الله عنها, ثم كلما مرت عليه سألته: كيف حال العقدة يا رسول الله؟ فيقول : كما هي........انظري يا أختي إلى هذه الكلمات.. بالله عليك هل يقدر أكبر شاعر في العالم بل وأكبر ممثل وعاشق أن يخرج مثل هذه الكلمات.
تأملي هذا الموقف..
-2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حاضت عائشة رضي الله عنها: يلاطفها ويداعبها.وكانت إذا شربت من كوب الماء أخذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكوب وبحث عن موضع شفتيها وشرب من نفس المكان الذي شربت منه...........( آسف للتطرق لبعض الأمور الحساسة ولكنه الإسلام ولا خجل في الإسلام..بل الحياء من الإسلام).
-3- سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة!! قال يا رسول الله من الرجال؟ قال: أبوها..تخيلي أختي المسلمة ..هل يستطيع الرجل في هذه الأيام أن يجيب مثل هذا الجواب بل ويلفظ اسمها أيضا...
إذا الإسلام لا يحرم الحب, بل يحرم العلاقة التي تكون في غير إطارها الشرعي.
أخيرا أخيتي: أريد أن اختم بحكمة الله في خلق الحب: عندما خلق الله الإنسان, وخلق أعضاءه, خلق لكل عضو من الأعضاء طاقة معينة ومحدودة لكي نصرفها فيما يرضي الله. فمثلا, خلق الله العين وأعطاها طاقة النظر لكي تبصر ما هو حلال لها. وكذلك الأذن والسمع, واليد والعمل ....الخ . وكذلك أيضا القلب, فقد أعطاه الله طاقة, هذه الطاقة هي الحب والعواطف, فانظري يا أختي أين تصرفي هذه الطاقة..أتصرفيها في هذه العلاقات وتنفذ منك؟؟؟!! لكي تصابي بما أصاب قلوب الأزواج الذين تحدثنا عنهم من قبل. حتى لا يجدوا حبا يتبادلونه أبدا..
يا أختاه أرجوك فكري جيدا....نحن أمة يتكالب عليها الأمم الباقية..يا أختي أرجوك أنت قلعة من قلاع الإسلام..إياك أن يؤتى الإسلام من قبلك, وأن يخترقوا هذا الحصن وأنت فيه..وإياك أن تفتحي هذه القلعة لكل ذئب يطرقها...ولكل متسول كذاب...بل افتحيها لرجل يستحقها ...لرجل لا يمل من حبك إذا أحبك..ولا يؤذيك إذا كرهك..بل يحافظ عليك...أتعلمين من هذا الرجل؟ ...إنه الشباب المؤمن..الشباب المحافظ الملتزم..هو الذي سوف يحفظك...فبالله عليك إياك وأن تخدشي حياءك...وإياك أن تخوني أهلك وأبويك ..وأن تخوني الإسلام....وإياك أن تأتي يوم القيامة وتري الرسول صلى الله عليه وسلم فتركضي إليه ..تريدين أن تتحدثي معه فيعرض عنك ويقول لك:لا تقتربي مني فأنت من الذين خذلوني....وضيعوا الدين.