أنذاك في فصل الخريف
وأنت تمعن في تلك الشجرة البعيدة
التي تغويك خضرتها ويبهرك جمالها
تدفع بك قوة دفينة وفضول جامح
حتى تصل إليها وتُمتع ناظريك
بجمالها وحسنها عن قرب
لتصل إلى هناك وتجد عكس ماأوهمت
فتلك الشجرة رونقها وجمالها الفتان ليس إلا خدعة
وسراب يوحي بروضة غناء
فترى جذوعا خاوية
وأوراق صفراء
وثمارا جرذاء
فتهوي أوراقها بين قدميك في هبة ريح طفيفة
وهذا هو حال النفوس الخبيثة
حيث تشدك وسامة الملامح وأناقة المنظر
من بعيد فيأخدك الفضول لتشارك وتصاحب
تلك النفس التي تسكن هذا الجمال والحسن الخارجي
وحينما تدنوا منها وتعاشرها
تجدها نفسا رذيئة مشينة قبيحة
تتخفى وراء زيف الملامح والمظاهر
لتهوي قيمتها أمام عينيك
وتسقط معزتها أمام قدميك
لكن الفرق بين تلك الورقة وهذه النفس
أن الأولى سوف تتحلل وتثمر من جديد وتطعم
أما الثانية فتتجبر من جديد وتدمر
لكن هناك من هو أقوى منها وأعظم
فحسبي الله ونعم الوكيل