الوسيلة السابعة:- حسـن الكــلام
لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على طيب القول وحسن الكلام ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ((الكلمة الطيبة
صدقة)) لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس إنه ليس من المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ولكن الأهم
هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة بها .. فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ((زينوا القرآن بأصواتكم فإن
الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا)) ، فمن باب أولى أن نقول للدعاة زينوا الدعوة بحسن كلامكم فإن الكلام الحسن يزيد
الدعوة حسناً وجاذبية وخاصة عند النصح .. إن النصح علاج مر فليصحبه شئ من حلو الكلام فكن من الذين يعملون
الحق ويرحمون الخلق واسمع إلى يحيى بن معاذ يقول : ((أحسن شئ كلام رقيق يستخرج من بحر عميق على لسان
رجل رقيق)) وكم من كلمة سوء نابية ألقاها صاحبها ولم يبال بنتائجها وبتبعاتها فرقت بين القلوب ومزقت الصفوف
وزرعت الحقد والبغضاء والكراهية والشحناء في النفوس ، ولذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن العبد
ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب) .
أيها الأخ الكريم .. وأختم هذه الوسيلة بهذا الموقف التربوي الذي دار فيه الحوار بين الرسول صلى الله عليه وسلم
وعائشة رضي الله عنها قالت عائشة رضي الله عنها : ((دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا السام عليكم قالت عائشة ففهمتها فقلت : عليكم السام واللعنة قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلاً يا
عائشة فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا ؟ قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قلت وعليكم)) ، فكلام
الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل الفجور والفسوق والكفر يحتاج منا إلى دراسة متأنية ففيه البصيرة النافذة والحكمة
البالغة . بارك الله فيكم .