كشف تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن مقتل 21 فرداً من عائلة السمّوني في قطاع غزة -أثناء الحرب على القطاع العام الماضي، بينهم نساء وأطفال- أن ثمة شكوكا في تورط ضباط إسرائيليين كبار في إصدار أوامر قصف للمنزل، بالرغم من تحذيرات باحتمال وجود مدنيين فيه.
وبحسب ذلك التحقيق فإن ضباطا كبارا في صفوف الجيش الإسرائيلي أصدروا أوامر بقصف المنزل الذي لجأ إليه أفراد عائلة السموني، وذلك رغم تلقيهم تحذيرات باحتمال وجود مدنيين في المنزل.
ومن بين الضباط الكبار الذين يشير التحقيق إلى أنهم أصدروا الأوامر العقيد إيلان ملكا, وهو من وحدة جفعاتي. ولم يتقرر بعد ما إذا كانت النيابة العسكرية ستقدم لوائح اتهام ضد الضباط المتورطين أم لا.
وكان القصف الإسرائيلي للمنزل الذي لجأ إليه العشرات من عائلة السموني، واحدا من أكثر الفصول دموية في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة طيلة نحو 20 يوما، وخلفت أكثر من 1300 شهيدا جلهم من الأطفال والنساء.
ولا تزال آثار القصف الإسرائيلي لمنزل عائلة السموني ماثلة في القطاع، حيث زار مراسل الجزيرة في القطاع وائل الدحدوح بعض أفراد العائلة الناجين من القصف الإسرائيلي، الذين لا يزال الألم والمرارة والحزن يعتصرهم.
وفي حديث لمراسل الجزيرة قال صلاح السموني -وهو أحد أبناء عائلة السموني- إنه روى قصة عائلة السموني لكل الأطراف الدولية التي زارت قطاع غزة، بمن فيهم القاضي الدولي ريتشارد غولدستون.
وعن مآل التحقيق وما قد يتمخض عنه من تداعيات، اكتفى صلاح السموني بتوجيه السؤال إلى كل من يعنى بمعاناة الشعب الفلسطيني، وإلى الجيش الإسرائيلي: لماذا ارتكب الجيش الإسرائيلي هذه الجريمة في حقنا؟.
وبدورها روت مسنة من عائلة السموني -كانت شاهدة على القصف الذي استشهد فيه ثلاثة من أبنائها وعدد من أحفادها- جوانب أخرى من العملية، ونفت أن يكون من بين أفراد السموني مسلحون لحظة القصف، وإنما هم مدنيون يبحثون عن الحماية بينهم أطفال رضع في حاجة للحليب.