[b]إن السعادة الحقيقية هي يوم أن تقف بين يدي الله.. تتلوا كتاب الله.. تتدبر آياتِ الله، تبكي من خشية الله.. تذرف الدمع ندماً تبتغي بذلك مرضات الله.. تقف متأملاً مع قول الله عز وجل ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ).
وتعيش لحظات التفكر في ملكوت الله عندما تردد قول الله عز وجل: ( الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ).
السعادة الحقيقية: هي عندما تنحنى لله ما بين ركوع وسجود.. وتتقلب في نعم الله ما بين قول سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى.. فيا لها من سعادة ولحظات إيمانية رائعة.. تسأله فيها سبحانه وتعالى في حال السجود وتتقرب منه وتتذلل إليه وتتضرع إليه بالدعاء.. وتتذكر قول نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم في حال سجودك وتقول يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك..
وتُلحَّ على الله وتكثر من سؤاله في موطنك هذا وتسأله الثبات على هذه النعمة العظيمة ألا وهي نعمة الهداية ونعمة الصحة ونعمة المثول بين يديه، وعند الفراغ من آداء هذه العبادة في ظلمة الليل ووحشة المكان والأنس بالله عز وجل..
ستجد السعادة الحقيقية وستجد اللذة الإيمانية وستستشعر عظمة من وقفت بين يديه فإن هذه والله هي الثمرة والنتيجة التي من أجلها خلقنا وعلى ضوئها سوف نسأل ونحاسب واقرأ إن شئت قول الله تعالى: ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ).
واسمع إلى قول نبيك محمد صلى الله عليه وسلم: عن أنس رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله تعالى: يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن لآدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا، لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي وقال حديث حسن.
فأينا ذلك العبد ؟ اللهم اجعلني وإخواني ممن إذا نُصِح انتصح وإذا ذًكِّر ذكر وإذا قال فعل.. اللهم انفع بي وبإخواني المسلمين.. اللهم آمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين