94- سئل فضيلة الشيخ : عن هذه العبارة (المكتوب على الجبين لابد تراه العين)؟
فأجاب بقوله: هذا وردت فيه آثار أنه يكتب على الجبين ما يكون على الإنسان، لكن الآثار هذه ليست إلى ذلك في الصحة، بحيث يعتقد الإنسان مدلولها فالأحاديث الصحيحة أن الإنسان يكتب عليه في بطن أمه أجله، وعمله، ورزقه، وشقي أم سعيد.
95- سئل فضيلة الشيخ : عن قول الإنسان إذا خاطب ملكا (يا مولاي)؟
فأجاب بقوله: الولاية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ولاية مطلقة وهذه لله عز وجل كالسيادة المطلقة، وولاية الله بالمعنى العام شاملة لكل أحد قال الله - تعالى -:{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 62]. فجعل له سبحانه الولاية على هؤلاء المفترين،وهذه ولاية عامة،وأما بالمعنى الخاص فهي خاصة بالمؤمنين المتقين قال الله - تعالى -:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11]. قال الله - تعالى -: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } [يونس: 63]. وهذه ولاية خاصة.
القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله ولها في اللغة معاني كثيرة منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، قال الله - تعالى - {وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4]. وقال، صلى الله عليه وسلم (من كنت مولاه فعلي مولاه) وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الولاء لمن أعتق).
وعلى هذا فلا بأس أن يقول القائل للملك: مولاي بمعنى سيدي ما لم يخشَ من ذلك محذور.
96- وسئل فضيلة الشيخ : يحتج بعض الناس إذا نهي عن أمر مخالف للشريعة أو للآداب الإسلامية (الناس يفعلون كذا)؟
فأجاب بقوله: هذا ليس بحجة لقوله - تعالى-: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} [الأنعام: 116].
ولقوله: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]. والحجة فيما قاله الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم أو كان عليه السلف الصالح.
97- وسئل فضيلة الشيخ : عن قول الإنسان لضيفه: (وجه الله إلا أن تأكل)؟
فأجاب بقوله: لا يجوز لأحد أن يستشفع بالله - عز وجل - إلى أحد من الخلق، فإن الله أعظم وأجل من أن يستشفع إلى خلقه وذلك لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له، فكيف يصح أن يجعل الله - تعالى- شافعا عند أحد؟ !.
98- سئل الشيخ : عن قولهم (هذا نوء محمود) ؟
فأجاب بقوله: هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرويه عن الله - عز وجل -: (من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب) .
والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تزم، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله - تعالى - وهو الذي له الحمد أولا وآخرًا وله الحمد على كل حال .